ظاهرة التدفق التصاعدي والتنازلي في البحر
( Upwelling And Downwelling)
ان فهم تصرف الأسماك من أعقد الدراسات التي يخوض فيها الصيادين ، ومن دون فهم بعض الميكانيزمات البحرية، لا يمكننا الوصول إلى دراسة تقرب إلينا فهم تصرف الأسماك ومعرفة أوقات و أماكن تواجدها، ومن بين أكثر العوامل المؤثرة عل تصرف الأسماك هي الرياح.
أحببنا اليوم الخوض في ظاهرتين تحدثهما الرياح.
أولا : نبدأ مع ظاهرة التدفق التصاعدي للماء بما يسمى ب Upwelling :
هي ظاهرة تحدث عادتا في فصل الصيف نتيجة للرياح القوية، بحيث تعمل الرياح على دفع المياه السطحية الساخنة إلى أعالي البحار، هذه العملية تخلق بدورها فراغ في المياه الشاطئية، ما يدفع بمياه الأعماق للصعود.
تكون مياه الأعماق الصاعدة محملة بالعناصر الغذائية المهمة للسلسلة الغذائية، والتي تعمل بدورها على جلب الأسماك.
تنتج هذه الظاهرة عن الرياح الجنوبية التي تظرب السواحل الشمالية للقارة الإفريقية، أي جنوب البحر الأبيض المتوسط.
كما تنتج نتيجة الرياح الشمالية بالنسبة للجهة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط أي السواحل الجنوبية لأوروبا الغربية.
تنتهي هذه الظاهرة بإنتهاء هبات الرياح، عادتا بعد بضع أيام من انتهائها، وبعد تشبع مياه الأعماق الصاعدة للسطح بالأكسجين، يبدأ إقتراب الأسماك من الشواطئ لتوفر الغذاء.
ثانيا : ظاهرة التدفق التنازلي للماء بما يسمى ب Downwelling :
هي ظاهرة عكسية لظاهرة Upwelling ، وتحدث أيضا بسبب الرياح ، وهي تنقسم إلى قسمين :
سنخصص حديثنا على الجهة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط أي شمال إفريقيا :
تحدث هذه الظاهرة نتيجة للرياح الشمالية التي تضرب السواحل، أو نتيجة للرياح الموازية للسواحل سواءا كانت رياح شرقية، أو رياح غربية.
يتم حصر المياه السطحية الباردة والأكثر ملوحة في الشواطئ، ودفعها نحو الأعماق مشكلة تيارات تسحب إلى الأعماق، وتعويضها بالمياه الدافئة والأقل ملوحة .
كما تحدث ظاهرة التدفق التنازلي Downwelling نتيجة للرياح الشرقية أو الغربية، بما يسما بقوة كوريوليس coriolis ، التي تقوم بنفس عمل الرياح الشمالية ودفع المياه الباردة والأكثر ملوحة نحو الأعماق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق