طرق جلب السمك إلى مسافة الإطلاق عند الصيد بالرمح spearfishing
مقدمة:
نظرا إلى العديد من العوامل التي أثرت على وفرة السمك من جهة، ونظرا إلى تغير مزاج الأسماك من جهة أخرى، فإن صيد السمك بالرمح أصبح من أصعب الطرق الصيد، ما دفع بالصياد إلى البحث عن طرق جديدة، حتى يتسنى له العثور على السمك، و الإقتراب منه حد مسافة الإطلاق.
مقارنة بالسنوات الماضية أصبح السمك جد حذر من الصياد، بحيث أنه لايقترب إلى مسافة الإطلاق إلا بعد مرور مدة زمنية جد طويلة، وهذا أثر على الصياد، وخاصة المبتدأ.
لأن الدخول إلى الصيد دون الإصطياد يؤثر سلبا، خاصة الصيادين ذوي الخبرة القليلة، إذ يرجعون ذلك إلى قصر مدة كتم النفس الخاصة بهم، أو إلى سوء إستغلال الفرص.
لكن الأمر عكس ذلك، والسبب لا يعود إلى الصياد، بل إلى تغير تصرف السمك، لانه ومقارنة بالسنوات الماضية كان ابطال هواية صيد الاسماك بالرمح يصطادون السمك، بكميات كبيرة دون الحاجة الى كتم النفس لمدة طويلة او الحاجة الى النزول الى اعماق كبيرة، فيما يلي سوف نتطرق الى اهم العوامل التي اثرت على تصرف السمك.
تغير تصرف السمك عند محاولة صيده بالرمح:
كمثل باقي الحيوانات البحرية، تعتمد الأسماك على الغريزة للعيش، كما أن لديها ذاكرة قوية تجمع فيها كل الأخطار التي تصادفها في مسار حياتها، ما يجعل منها صعبة المنال، كما هو معلوم فإن كثرة تكرار حركة معينة، تولد فعل لا إرادي بتلك الحركة، لنشرح ذلك:
كل الصيادين يتبعون منهج واحد وإن اختلفت بينهم بعض التفاصيل، إلا أن الأساس واحد، ألا وهو النزول إلى قاع البحر وتصويب الرمح نحو السمك، هذه الحركة ونتيجة لتكرارها من طرف كل الصيادين، ولدت لدى السمك حركة لا إرادية، وهي الهروب، لأن غريزة الحياة لديه، علمته أن كل من يقوم بهذه الحركة هو خطر عليه، وبالتالي يجب على الصياد إبتكار تقنيات جديدة تمكنه من الإقتراب من الأسماك، من بين هذه التقنيات:
منادات الأسماك:
نداء الحنجرة:
نفسه نفس النداء الذي يقوم به شخص إلى شخص آخر!، يقوم الصياد بمنادات الأسماك لكن ليس بالألفاظ، بل بأصوات يصدرها من حنجرته، وهذه طريقة فعالة لإقتراب الأسماك، لكن في الأماكن البعيدة عن الشواطئ، أين لم تكتسب الأسماك خبرة حول هذه الطريقة، لأن إستعمال هذه التقنية في الشواطئ، أصبح غير مجدي، بل وأصبح مثل التحذير بالخطر الذي يزيد من فرار السمك.
كيف هذا؟:
نتيجة إلى نجاة السمك، من صياد قام باستعمال هذه التقنية، وعند سماعه لهذا الصوت مرة أخرى من طرف صياد اخر، يعرف أن هذا خطر ويجب عليه الفرار.
بعثرة الرمال في قاع البحر:
تعمل هذه التقنية على شد إنتباه الأسماك، وتحفيزها على الاقتراب لمعرفة ما يحدث، خاصة وأن كريات الرمال البلورية تعمل على عكس الضوء، مايجعلها تلمع، كما أن هذه الحركة التي يقوم بها الصياد، توهم للسمك المفترس كأنما وجد سمكة مصابة سهلة المنال، وبالتالي يحفزه على الإقتراب الى مسافة الاطلاق.
لطم المسدس في الصخور:
تعتبر تقنية لطم مقبض المسدس في الصخور من بين أكثر التقنيات إنتاجية، وبالرغم من علم الأسماك بوجود الصياد، إلا أن الفضول يتغلب عليه، لأن الصوت الصادر، لا يمكن تمييزه من بين الأصوات التي تدل على تواجد صياد أو فريسة، وبالتالي يتغلب الفضول عند السمك للإقتراب حتى مسافة الإطلاق، خاصة وإن كان الصياد في وضعية تخفي ممتازة.
ذبذبات المطاط:
تعمل ذبذبات المطاط على إصدار صوت جد محفز لإقتراب الأسماك، يقوم الصياد بتمرير أصابع اليد على مطاط المسدس، هذه الحركة تصدر ذبذبات صوتية، توهم السمك بوجود سمكة مصابة، ما يحفزه على الإقتراب إلى مسافة الإطلاق.
إستعمال مرآت أو ملعقة:
تستعمل هذه التقنية في المياه المفتوحة والمحيطات، إذ يمسك الصياد في يده قطعة زجاج أو ملعقة، ويقوم بتحريكها يمينا وشمالا، لكي يعكس الضوء مباشرة نحو الأسماك المفترسة، فيحفزها على الاقتراب من باب الفضول، كما يستعمل أحيانا يده مباشرة، ويقوم بتحريك أصابعه كما نفعل عند تحية شخص بعيد، فهذه الحركة أيضا تزيد من فضول السمك، وتدفع به إلى الإقتراب حد مسافة الإطلاق و التسديد.
هذه طرق كلاسيكية يستعمل فيها الصياد إمكانياته الخاصة لإبتكار تقنيات جديدة لصيد الأسماك بالرمح، و هنالك أيضا طريقة مبتكرة حديثا تعمل على شد إنتباه السمك وزيادة فضوله أكثر للإقتراب ألا وهي:
منادي السمك أو call-fish:
هو عبارة عن قطعة معدنية أو بلاستيكية تثبت في إصبع اليد أو في الرمح، بها بكرة تعمل على إصدار صوت معين عند تدويرها.
قام بإنتاج هذه الاداة العديد من الشركات المخصصة في مجال الصيد البحري وصيد الأسماك بالرمح مثل شركة Sigalsub وشركة Omer.
تعتبر تقنية كال فيش callfish أو منادي السمك fish-caller، من بين أبرز وأحدث التقنيات في مجال صيد الأسماك بالرمح، كما تعتبر الأكثر إنتاجية، لعاملين رئيسيين:
- العامل الأول:
هو حداثتها، إذ لازال السمك لم يكون مخزون تحذيري تجاه الصوت الذي تصدره، وبالتالي يتغلب فيه الفضول على الخوف.
- العامل الثاني:
نوعية الصوت الذي تصدره هذه الآلة، إذ أنها تصدر صوت جد ملفت للأسماك، فعند إستعمالها سوف تلاحظ سرعة الأسماك في الإقتراب إلى مسافات جد مريحة للتسديد.
هذه أبرز الطرق والتقنيات التي يلجأ إليها الصياد لزيادة فرص الصيد، ويختلف إستعمالها من صياد لآخر، ومن منطقة لأخرى، حسب نوعية الشواطئ، ونوعية الأسماك المتواجدة في المنطقة الخاصة بكل صياد.
بارك الله فيك اخي
ردحذفبارك الله فيك اخي
ردحذف